الشاعر/ ناصر بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
نزح والده "مضحي" من بلدة نْطاع بالنعيرية شمال شرق شبه الجزيرة العربية ومن ثم هاجر إلى بلدة الزبير، حيث بنى له قصراً ببر الرافضيه جنوب الزبير عُرِف بـ"قصر مضحي" ومازالت آثاره موجودة إلى هذا اليوم.
وُلِد أبناء مضحي بقصره بالرافضيه وهم: ملفي وناصر ومريم ولولوه وعبدالله ونوره. أما شاعرنا ناصر، فوالدته هي سلمى بنت محمد بن عبدالهادي الدليمي التي اشتهرت بالشجاعة والكرم ومعرفتها بالشعر والأدب. وأبناؤه هم عبدالهادي وسلمى.
عُرِف عن ناصر الشجاعة والكرم وكان هو من يدير أموال والده. وبعد فترة حصل خلاف في طريقة إدارة الأموال، فقام والده بتسليم الشئون المالية لأخيه الصغير عبدالله. وعلى أثره، وفي عام 1917م/1335هـ، قرر ناصر ترك الزبير والذهاب إلى الكويت إذ أقترح عليه أحد الشيوخ في الكويت بالرجوع إلى أهله وتسوية الأمر معهم. ولكنه قرر الذهاب إلى البصرة ومنها إلى بغداد حيث مكث بضيافة ناصر الخنيني الذي أرسله إلى الشام بضيافة صديقه محمد باشا العصيمي الملقب بـ"الباشا". فقال له "الباشا" بأن الشام لا توجد بها تجارة ولا عمل، والحل الوحيد هو إنضمامه للجيش. إذ مكث بالجيش لمدة 4 سنوات فتعلم على حمل السلاح وأصول الحرب. وفي تلك الفترة، اندلعت الحرب ما بين جيوش العرب ضد الاحتلال الفرنسي بالشام (1920م/1338هـ). فانضم ناصر بن مضحي الدليمي إلى الصفوف العربية المقاومة ضد الفرنسيين. وبعد فترة، قرر ناصر مزاولة التجارة فذهب من الشام إلى عمّان وتم إيقافه إذ كان بلباسه العسكري وعلى هذا تم وضعه بالحجز من قبل قوات عبدالله الشريف (الملك عبدالله الأول بن حسين: 1921-1951م/1339-1370هـ).
وفي السجن العسكري، كان يجلس بجانبه أحد شيوخ القبائل، فسأله "من أي عربٍ أنت"، فقال له ناصر "من سائر الناس". وكان شيخ القبيلة جالس وبجانبه آلة الربابه. عَرَف ناصر الربابة والعزف عليها من والده مضحي، فأخذ ناصر الربابة من شيخ القبيلة وبعدها قام بتنظيم قصيدته المشهورة بعنوان "دولاب قلبي هيّض الجيل وابديت". والقصيدة تتكون من 32 بيتاً ولقد صاغها مخاطباً والده "مضحي" جراء عتب وشرهة بين الشاعر وأخيه "عبدالله". ويذكر بالقصيدة أسماء الرجال المقربين له من عائلة الدليمي وهو في شوقٍ وحسرة وفراق وأنين للأهل والوطن.
وبعد سماع رجل القبيلة قصيدة ناصر قال له، كنت أعلم بأنك رجل ذو شأن وأنه لا يوجد رجل يقول هذا القصيد إلا وانه من بيت أدب وعلم وكرم.
وبعد الشام، رجع ناصر بن مضحي إلى الزبير عام 1921م/1339هـ حتى توفي بها عام 1964م/1383هـ.
قام بنقل القصيدة ودونها بخط اليد حفيد الشاعر/ عبدالله بن عبدالهادي بن ناصر بن مضحي الدليمي.
قصيدة / "دولاب قلبي هيّض الجِيل وابدَيت"
للشاعر/ ناصر بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي
شرح الأسماء:
- "والدي": هو مضحي بن ملفي الدليمي والد الشاعر.
- "عْبَيد": تصغير لكلمة عبدالله. وعبدالله هو أخ الشاعر الصغير.
- "ملفي": هو أخ الشاعر الكبير.
- "محمد": هو محمد راشد المضحي وابن أخت الشاعر (مريم).
- "يوسف": هو يوسف عبدالله الهويمل وابن أخت الشاعر (لولوه).
- "هادي": عبدالهادي هو الابن الكبير للشاعر.
- "أحمد": أحمد بن شريان الدليمي (ابن عم الشاعر).
- "عبدالكريم": عبدالكريم بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي.
- "سعود": سعود بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (وهو الأخ الأصغر لعبدالكريم).
- "عبدالعزيز": عبدالعزيز بن مبارك بن عبدالعزيز الدليمي (وهو الأخ الأصغر لعبدالكريم وسعود).
- "فهد": فهد بن سلمان بن محمد الدليمي.
- "محمد": محمد بن سلمان بن محمد الدليمي.
- "خليل": خليل بن إبراهيم بن ثنيان الدليمي.
- "سالم": سالم بن إبراهيم بن ثنيان الدليمي.
- "برجس": برجس بن سيحان بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي.
- "بوهادي": هو الشاعر نفسه/ ناصر بن مضحي بن ملفي بن عبدالهادي الدليمي.
شرح المفردات:
- دولاب قلبي: كناية عن القلب المتخم باﻵﻻم والجراح
- هيّض الجِيل: أثّر على المشاعر
- ذابْلات الْغصوني: الأغصان التي ذبلت وهي كناية عن تعب الشخص
- تَهامِل عيوني: تتساقط دموعي
- ما تِصابيت: كناية عن العقل وعدم الجهالة
- ميَر: إذن
- صْغيِر الحق دُوني: الشخص الذي لا قيمة له
- شفت الجفى: رأيت الصد
- تَلَقّط الزلاّت: تتصيد اﻷخطاء
- قلبك فطوني: فطين وكيِّس
- يا مشكاي: من أشتكي له (أو الشخص الذي أشتكي له)
- ودَوِّجّن: توهن (يتوه)
- هِجْنٍ هجاهيجٍ تَنَحّن وسَّجيَت: ابتعدوا عن جادة الطريق
- طبّن على (ال)شارع لك الله ابهوني: اﻹبل تمشي بهدوء وسكينة
- فزيت: هلعت من النوم
- عزاه: حسرتاه
- موتي خَلا: ليتني مت
- ولا كثير الغْبوني: وﻻ حالة الغبن العظيم والقهر اللتي أعيشها
- بديار الاجناب: ببلاد الأجانب
- حمران النواظر: "ناظِرهم أحمر" أي بِيض أو شِقْر البشره
- وجدي: حسرتي
- توازيت: تأزمت
- غَريب الفْنوني: غريب الأطوار
- عضيدٍ: أخٍ
- ألوذ به من مقمقات الطعوني: أستجير به من جروحي الغائرة
- تِزَرّيت: وضعي سيئ
- كثير الشطوني: أفكار شيطانية
- وصديت: ابتعدت
- تِقَطّع الطِرشان دونك ودوني: تبعد المراسيل عنك وعني
- ذَراي عن السِمايم تذرِّيت: الذرى هو السند أو الشخص الذي يعتمد عليه وعادة ما يكون من الأهل (الذرى من الذرية وهي كناية لقرب الأشخاص). والسِمايم هي المصايب
- شِفَى قلبي: دوى قلبي
- مَحَلِّك إمتوني: الكلمة كناية عن قرب الشخص للإنسان. المتون هي اﻷذرع. وتعني: انت مكانك بقلبي. مَحَلِّك إمتوني: اثبت بمكانك
- قَضْي اللوازم إمهوني: يساعدني وقت الحاجة
- تِجَديت: (يقول المثل العامي: "يا مال الجدوة") أسأل الله لك حسن البصر والبصيرة. وتجديت: النور بعد العمى
- ذخري: سَنَدي
- النشامى: الرجال الأباسل
- نخوني: طلبوا مني أو استجدوني
- شفاتي: دوائي
- زُبوني: غطائي
- توانيت ما جيت: تأخرت ولم آتي
- عنَى وقلّط لي كْبار الصحوني: ضيّفني بكبار الصحون (دليل على الكرم)
- هْديب ياما تراكيت: يرتكي أو يعتمد عليه وقت الأزمات
- جِدْم الضعوني: متقدم على الجِمَال الأخرى
- القَرم ما اجْديت: القرم هو الرجل، و"ما اجديت" يعني لم تصب
- وراك إطّاوع شَور بعض العفوني: لماذا تطاوع أو تسمع كلام وآراء بعض الناس السيئة؟ (العْفوني من العفن أي السيئ)
- إچْعام (إكعام) العايله: شجاع أو سند العائلة
- إذا تِجَديت: إذا طلبت أو احتجت
- عصوني: رفضوني
- تنّقيت: اخترت (أي ميّزتك عن الباقي واخترتك)
- باللازم: وقت الحاجة أو الظروف الصعبة
- تموني: لا يوجد حاجز بيني وبينك
للمزيد عن الشاعر وسيرته الذاتية، اضغط هنا.
|